الرائد شاي ياسو يشارك من تجاربه في برنامج لقادة التماسك الاجتماعيّ، الذي تضمّن لقاءً مثيرًا مع المربّي حاييم بيري، الذي كان بالنسبة له شعاع نور في مجالي القيَم والتربية في مرحلة الطفولة.
كان طريق الرائد شاي ياسو إلى المراتب العليا في الشرطة الإسرائيليّة طريقًا طويلًا ومتعرّجًا، وتضمّنت هذه الطريق ثلاث سنوات كثيرة المخاطر- من الملاريا إلى المجاعة- في معسكرات اللاجئين في السودان في طريقه من إثيوبيا إلى إسرائيل وهو طفل، والمزيد من سنوات التأقلم في إسرائيل.
إبّان الطريق الطويلة والمثيرة التي خاضها ياسو، تبرز على نحو خاصّ شخصيّة واحدة باعثة على الإلهام- المربّي الأسطوريّ حاييم بيري.
كان اللقاء المتجدّد مع بيري كجزء من جولة في برنامج قادة التماسك الاجتماعيّ لحظة مثيرة لجميع المشاركين في البرنامج.
“عندما دخل حاييم إلى المكتبة التي التقينا فيها في الجولة، وقفت حالًا تكريمًا له” هكذا يتذكّر ياسو تلك اللحظة.
“تعلّمت سنة واحدة في يمين أورد، التي أدارها حاييم على مدى 27 عامًا.
لكنّ عامًا واحدًا على مقربة منه يساوي كلّ شيء.
يرى حاييم بيري الإنسان- لا اللون، لا القوميّة، لا الديانة- لقد كان يثق بجميع أبناء الشبيبة في المدرسة الداخليّة.
كونه يرى دائمًا الجانب الجيّد أتاح لنا رؤية أنفسنا بتلك الطريقة أيضًا، وقد أحدث ذلك فرقًا كبيرًا.”
بعد السنة التي أمضاها ياسو في المدرسة الداخليّة يمين أورد سارت حياته في مسار تقدّم مثير للإعجاب، حيث تمكّن من الحصول على البكالوريوس في علم الإجرام، اللقب في القانون، الماجستير في الإدارة العامّة وتولّي مناصب في المخابرات والتحقيق في شرطة إسرائيل.
ألّف ياسو كتبًا حول هجرته من إثيوبيا ودمج أبناء المجتمع الإثيوبيّ في إسرائيل.
شهد العام 2015 أزمة ثقة بين الشرطة الإسرائيليّة والمؤسّسة الإسرائيليّة وبين المجتمع الإثيوبيّ، وبادر ياسو مع قيادة الشرطة والأصدقاء من أبناء المجتمع الإثيوبيّ إلى خطّة لتعزيز الثقة حول القضايا الملحّة في العلاقات بين المجتمع والشرطة.
أدّى ذلك النشاط إلى إصلاحات كبيرة، ومن ضمنها تعيين شرطة جماهيريّة، تجنيد وتحسين مكانة رجال الشرطة من المجتمع الإثيوبيّ، إدخال الكاميرات المحمولة على الجسم لاستخدامها وغيرها.
مقابل هذا النشاط، الذي أدّى إلى تحسين الثقة بين المجتمع والشرطة، مُنح ياسو شهادة امتياز الأمن الداخليّ بحضور رئيس الدولة.
يشغل العميد ياسو حاليًّا رئيس قسم الوعي والتنمية في الشرطة الإسرائيليّة، ويعمل مع العديد من المجتمعات بما في ذلك اليهود المتزمتين دينيًّا (الحريديم)، القادمين من إثيوبيا والعرب.
يشارك ياسو في الوقت الحالي في الفوج الخامس من برنامج قادة التماسك الاجتماعيّ.
البرنامج عبارة عن مبادرة للصندوق العائليّ على اسم تيد أريسون بإشراف معهد مرحفيم وجمعيّة روّح طوباه.
يشارك في البرنامج نحو 20 شخصًا من منظّمات القطاع الأوّل، والثاني والثالث الذين جرى اختيارهم بناءً على قدرتهم لصنع التغيير الجوهريّ في المنظّمات التي يعملون فيها والنهوض بالتماسك الاجتماعيّ في المجتمع الإسرائيليّ برمّته، ويشمل سلسلة من اللقاءات، والورش والجولات.
“لا تكمن الإمكانيّة الهائلة لصنع التغيير الموجودة في برنامج قادة التماسك الاجتماعيّ في الإثراء الذاتيّ فحسب، بل في التعاون الذي ينشأ بين المشاركين خلال البرنامج، وله تأثير كبير يتجاوز نهاية البرنامج” يوضّح ياسو.
“على سبيل المثال، نشأت علاقة في البرنامج بيني وبين نتنئيل زليكوبيتش من المعهد الحريدي لدراسات السياسات والمبادرة لقاءات خارج الصندوق، ونحن نفكّر بالفعل في التعاون الذي من شأنه تحسين العلاقة بين الشرطة ومجتمع اليهود الحريديم ويشمل الجولات لرجال الشرطة.”
حتّى بعد سنوات عديدة من النشاط في مجال الإدارة الصحيحة للتنوّع الاجتماعيّ والاحتواء، يشعر ياسو أنّ البرنامج أفاده كثيرًا وتعلّم المزيد من الأشياء الجديدة: “ثمّة عدّة أشياء تعلّمتها من البرنامج: الحاجة الدائمة للتفكير ما إذا كنت تعمل بما فيه الكفاية، إذ أنّ هناك عمل عليك إنهاءه وعدم التقاعس فيه، أهمّيّة الشراكة بين مختلف المنظّمات، والمبدأ القائل بأنّنا لا ينبغي أن ننتظر حتّى يعمل الآخرون، بل أن نعمل.”
ولكن ربّما أنّ الشيء الأهمّ الذي تعلّمه ياسو من البرنامج هو أهمّيّة الإصغاء “الإصغاء الحقيقي هو بالفعل 50% من الحلّ،” يقول ياسو، ويتحدّث عن جولة هامّة نُظّمت للمشاركين في البرنامج في جسر الزرقاء.
“هناك جسر، ما يشبة السور الرمليّ الكبير، يفصل بين قيساريا وجسر الزرقاء.
عندما استمعنا إلى أقوال أحد سكّان جسر الزرقاء فقط، الذي عبّر عن صعوباته الشخصيّة، استوعبت حقًّا أنّه من الصعب مناقشة المشاعر، وأنّ الإصغاء الحقيقيّ لآراء الأشخاص والمجموعات المختلفة في المجتمع الإسرائيليّ فقط يمهّد الطريق للتماسك الاجتماعيّ.”
تُجمل إيلانا سريج هيوز، مديرة برنامج قادة التماسك الاجتماعيّ: “يتضمّن البرنامج العديد من اللقاءات ذات الأهمّيّة والمثيرة، مثل اللقاء بين شاي ياسو وحاييم بيري، بالإضافة إلى التعلّم الهادف، والمفاهيم والفهم العميق لمصطلح التماسك الاجتماعيّ.
بالرغم من أنّ المشاركين والمشاركات في البرنامج هم أشخاص لديهم خبرة كبيرة في مجالات التضامن الاجتماعيّ، فإنّهم يحصلون على منظورًا جديدًا يتيح لهم العمل الأكثر دقّة.
إنّه لمن المثير أن ترى ردود الأفعال على التجارب في البرنامج، والتعاون الذي يحقّق رؤية البرنامج بعد نهايته.
للمزيد من المعلومات حول برنامج قادة التماسك الاجتماعيّ زوروا صفحة البرنامج على موقع مرحفيم.